*ذ الزاهيد
مصطفى
ما نخلص إليه هو أن العلوم الحقة استطاعت أن
تحقق موضوعية تجعل المعارف التي تنتجها تتصف بالعلمية، وحينما نقول علمية فهذا
يعني قابلية نتائجها للتعميم وكون الحقائق التي تصل إليها تتصف بالإطلاقية
والشمول، وإذا كان الموضوع في العلوم الحقة
هو الطبيعة أو الأشياء الأحادية البعد والمستقلة،
فإن التطورات التي عرفتها هذه العلوم جعل بعض
الفلاسفة والباحثين يفكرون في إنشاء علوم إنسانية واجتماعية تدرس الإنسان والظواهر
الإنسانية على غرار العلوم الحقة، لكن الإشكالات الإبستمولوجية التي تواجهنا لتحقيق
هذا الهدف تظل دائمة مختزلة في مشكلتين أساسيتين :
1. مشكلة المنهج: بأي منهج يمكن أن ندرس الظواهر الإنسانية، هل المنهج
الوضعي التجريبي أم المنهج التفسيري التفهمي.
2. مشكلة الموضوع: إذا كان الموضوع في العلوم الحقة أحادي البعد وقابل
للعزل والتجزيء فإن الموضوع في العلوم الإنسانية هو الذات أو الإنسان نفسه الذي
يتداخل فيه ما هو نفسي واجتماعي واقتصادي
وثقافي وسياسي ووجداني مع ما هو مادي..
من هنا نكون أمام شبه استحالة قيام علوم
إنسانية شبيهة بالعلوم الحقة، لكن رغم ذلك أصّل ونظر العديد من الباحثين و
الفلاسفة من أجل تأسيس علوم إنسانية تكون فيها الموضوعية والعلمية والمنهج
والنظرية محط نقاش وتحليل سنقاربها ونتعرف عليها نحن أيضا من خلال ثلاثة محاور
أساسية:
ü موضعة الظاهرة الإنسانية
ü التفسير والفهم في العلوم الإنسانية
ü نموذجية العلوم التجريبية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق