تقديم عام للمجزوءة:
*ذالزاهيد مصطفى
تعتبر الأخلاق مبحثا فلسفيا كلاسيكيا،
فالقدماء حينما قسموا مباحث الفلسفة نجدهم صنفوها إلى علوم ثلاثة، الطبيعة
والأخلاق والمنطق، ويعود التفكير فلسفيا في الأخلاق إلى عجز القوانين تاريخيا على
تنظيم شؤون الناس وتأهيلهم
لكي يعيشوا مع بعضهم البعض -وذلك لأن القوانين ليست
مثالية- فسقراط في المدينة أثينا لم يرى في القوانين الضامن الوحيد لوحدة أثينا بل
لابد من تعليم الشباب الأثيني الفضيلة التي لن تكون في نهاية المطاف إلا خادمة
للقوانين المرادفة إليها، فالإنسان أثبت تاريخيا على أنه ليس فقط ذاتا بيولوجية
خاضعة للاشتراطات الحتمية الغريزية بل هو كائن واع ومفكر، قادر على إبداع أنساق
ثقافية وأخلاقية تمكنه من التعبير عن طبيعته بشكل مقبول من طرف الذوات الذين
يتشارك معهم العيش العالم المعيش.
فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي يستطيع أن يطرح على ذاته سؤال ماذا
يمكنني أن أفعل؟ وكيف يمكنني أن أتصرف؟ فيجد نفسه مطالبا حينها من التجرد من الأنانية وحب الذات والإنفتاح على الغير؟،كيفما كانت
طبيعة هذا الغير، وهذا الأمر يستدعي ليس فقط الوعي بما لدى الشخص من حقوق، وإنما
أيضا بما له من واجبات تجاه نفسه وتجاه الآخرين، ويعلمنا تاريخ الإنسانية أن
الأخلاق ركن أساسي من أركان التقدم البشري، وليست الأخلاق ضرورية لتحقيق التوازن
الإجتماعي بل هي ضرورية لتوازن الفرد وتحقيق سعادته، فالإنسان بوصفه كائنا
اجتماعيا بطبعه، لايستطيع أن يحقق ذاته وإنسانتيه إلا في إطار مجتمع تسوده المحبة
والتضامن والتكافل،وإذا كانت الأخلاق ضرورية للوئام الإجتماعي، وعاملا أساسيا من
عوامل السعادة الفردية والجماعية،فإن الدعامة الأساسية لكل أخلاق وعصبها هو
الواجب، وإذا كانت أخلاق الواجب التي طرحها كانط هي بديل لأخلاق السعادة والفضيلة
التي طرحها سقراط وأرسطو في كتابه "الأخلاق إلى نيقوماخوس" فإن
الواجب الأخلاقي قد يصطدم أحيانا مع الإكراه الخارجي المتمثل في القانون أو
المجتمع أو سلطة الأعراف والتقاليد فيصير ما يجب أخلاقيا فعله لايمكن القبول به
قانونيا أو عرفيا، ولأن شرط الواجب هو الحرية، فإن الحرية المطلقة مستحيلة في ظل
عالم تحكمه القوانين والعادات والأعراف ومن هنا تصطدم الحرية بالإكراه الخارجي
فتصير محدودة، فحرية الإنسان تنتهي عند حرية الأخر، وحينما يحترم الإنسان
عن واجب حق الأخر وحريته فإن الغاية حينئذ هي تحقيق السلم والاستقرار وهو ما يضمن
تحقيق السعادة.
v
ما نخلص إليه هو أن:
ü الواجب من جهة قد يكون نداءا داخليا وتعبيرا عن الإرادة الحرة للإنسان وهو
ما يجعل منه إلزاما للذات لكن الواجب في غياب القانون قد يصير فعلا أنانيا قد يؤدي
إلى الفوضى.
ü الحرية قد تبدوا في البداية باعتبارها حالة يتمكن الإنسان بمقتضاها من
القيام بكل ما يريده لكن الحرية ما لم تنصع للقوانين وترتبط بالمسؤولية صارت نوعا من الفوضى.
ü إن السعادة قد ترتبط باللذات الحسية لدى العوام وفي الوهلة الأولى لكن لايمكن
أن تتحقق ما لم نتجرد من الميول والرغبات وكل الأشياء الحسية إلى إشباع حاجات الروح والعقل.
السلام عليكم لدي مجموعة من الأسئلة أريد لها أجوبة هل يمكنكم مساعدتي
ردحذفكيف يمكنني التواصل معكم و شكرا